امضيت ليلتى بعد ان تركنى عمر , مفكرا فيه , وكانت ليلة طويلة ملئية شجن , فصديقى بقدر مايملك من اسباب السعاده - وهى كثيره لديه - الا انه لم يكن سعيدا ,,, فشفافية مشاعره كانت تعكس احوال نفسه على جدار عينيه , عمر لم يكن يميل للافصاح عن تعاسته , لانه كان يكره الاعتراف باسبابها , وحقيقة الامر انها لم تكن تتعدى سبب واحد , وقد كان هذا السبب باختياره , والذى ندم عليه لاحقا .
كان عمر وسيما , يلفتك بسمرته , ونعومة بشرته النضره , وقوامه الممتد دون ان يوصف بالطول , حباه الله بتكوين جسدى رائع , كان يعرف كيف يبرزجماله باختياره لانواع الازياء التى تبرز صلابة عضلاته ونتوءها , واستدارة عجزه الذى لايخضع لقسوة نسيج (الجينز) . كان وجهه مضئيا رغم سماره , ويزداد سحره ,اذا افتر تغره عن ابتسامه خجوله . تاسرك لرؤيتك ملامح طفوليه فيها , رغم نضوجه , كان يحب ان يكون حليق الراس دوما , لانه يمل ولا يميل الى الاعتناء بشعره وتمليسه وتصفيفه , وقد كان ذلك يناسب سمرته , وصرخة دماء تنساب بعروق سواعده النافره , التى تعلن عن تهجينها بالعرق الافريقى , فى جيل ما من الاجيال السابقه لاسلافه , اجمالا كان عمر مميزا بخلطته (الافروعربيه ) واضاف هو صفات كثيره ليكون مطبوع فى وجدان من يلتقيه , فقد كان لماحا وسريع البديهه , مطلعا , يهوى القراءة , يعشق الافلام السينمائيه , ويكره حقا من يقطع عليه استغراقه فى مشاهدة احد الافلام , كانت لديه روح جميله , تسكنها الاحلام , وتتوسدها امنيات بسيطه , لكنها كانت ملئيه بخوف غريب , وكان موسوسا فيما يخص صحته , دائم الارتياد للعيادات الصحيه , ومدمن لاجراء الفحوصات الطبيه الدوريه , وكنت دوما امازحه بعد كل زياره لاحد المستوصفات الطبية , وانا الوح بنتائج الفحوصات السلبيه امام وجهه , الم يكن من الافضل ان تعطينى ما انفقته على هذه الفحوصات نتيجة لاوهامك , لم يكن عمر يكترث للماديات , فوظيفته جيده , وعائدها المادى يكفيه ويفيض , ولم تكن اسرته فى حاجه اليه ماديا , فوالده مستقر بهذه الدوله منذ عشرات السنين , ووضعه المادى ممتاز , اضافة الى علاقته براشد والتى كانت تدعمه ماديا بطرق كثيره , وان كانت غير مباشرة , وكنت اثورعفوا امامه عندما اتلقى محادثه هاتفيه من اسرتى , وتكون لهم مطالب ماديه , فكان ينظر لى باستغراب , ويقول لى ,,, ياريت لو كل المشاكل مادية , كان عمر رغم بساطته وتواضعه , لايميل الى معرفة الكثيرون , كانت علاقاته محدوده , وعلاقته باسرته جيده وملئيه بالمشاعر , وكانوا كافراد , يعبرون عن حبهم لبعض بصور كثيره تعجبنى . فكان دائم التواجد بالبيت , او بصحبة راشد , او معى , لم تكن له علاقات بالسودان , عدا بعض الصداقات الدراسيه القديمة , وعدد قليل يحبهم من الاقرباء بسنه , كان يعشق القاهره , ولايمكن ان يكتمل عام دون ان يذهب خلاله فى رحله اليها ,وقد اقنعنى ان التقى باسرتى فى القاهره عوضا عن النزول الى السودان بالاجازه , حتى انه عرض ان يكون ايجار الشقه على حسابه امعانا فى اغرائى بالقبول , ولم يكن الامر يحتاج , فقد كنت احب القاهره , ولكن ليس الى حد الهوس الذى يسكنه بهذه المدينه , كان يهوى ضجيجها , يرتاح للجلوس فى مقاهيها, ومراقبة الحشود البشريه من حوله , وابتسامته لاتفارقه وهو يتابع جدل بين طرفين , ولا احد من الاطراف يريد الاستسلام , كانت ضحكته تنطلق من الاعماق من (خناقة ستات ) فى الطريق او على احد الاتوبيسات , كان يحب النزول مبكرا للاسواق -وقد كرهت هذا منه - ومجادلة البائعين فى الاسعار . ويعود ضاحكا وهو يعلم تماما انه ( منصوب عليه ) , كان يقول لى احب فى هذه المدينه المتناقضات , احب فيها اننى اشبع بطنى حد الامتلاء بجنيه , واذا اردت ايضا يمكننى اشباعها بما يزيد عن راتب احد سكانها , كان يعجبه اسلوب التباين فى حياة القاهره , كان يقول لى ونحن نتجول , هذه المدينه تحادثك , تخبرك تاريخها , شوارعها , مبانيها , كل شىء فيها له حكاية , له جذور , المهم ان تصغى , كان يجد متعه فى زيارة اسواقها الشعبيه , او تلك الاسواق التى تقام يوم واحد فى الاسبوع , معه استمتعت حقا بالقاهره , واتعبنى ان اجاريه , لكنى رغبت ان لاتفوتنى لحظة من رفقته , لاننى بالقاهره التقيت بعمر اخر , فقد كان منطلقا , كاسرا لصمته , فاتحا صدره للبوح , مغيبا لتحفظه , بالقاهره حكى لى عمر كيف انه اكتشف مثليته , وكيف واجه الامر , وكيف عاش احساس الحب ,الذى قاده ليتقبل حقيقة انه مثلى .
كان عمر وسيما , يلفتك بسمرته , ونعومة بشرته النضره , وقوامه الممتد دون ان يوصف بالطول , حباه الله بتكوين جسدى رائع , كان يعرف كيف يبرزجماله باختياره لانواع الازياء التى تبرز صلابة عضلاته ونتوءها , واستدارة عجزه الذى لايخضع لقسوة نسيج (الجينز) . كان وجهه مضئيا رغم سماره , ويزداد سحره ,اذا افتر تغره عن ابتسامه خجوله . تاسرك لرؤيتك ملامح طفوليه فيها , رغم نضوجه , كان يحب ان يكون حليق الراس دوما , لانه يمل ولا يميل الى الاعتناء بشعره وتمليسه وتصفيفه , وقد كان ذلك يناسب سمرته , وصرخة دماء تنساب بعروق سواعده النافره , التى تعلن عن تهجينها بالعرق الافريقى , فى جيل ما من الاجيال السابقه لاسلافه , اجمالا كان عمر مميزا بخلطته (الافروعربيه ) واضاف هو صفات كثيره ليكون مطبوع فى وجدان من يلتقيه , فقد كان لماحا وسريع البديهه , مطلعا , يهوى القراءة , يعشق الافلام السينمائيه , ويكره حقا من يقطع عليه استغراقه فى مشاهدة احد الافلام , كانت لديه روح جميله , تسكنها الاحلام , وتتوسدها امنيات بسيطه , لكنها كانت ملئيه بخوف غريب , وكان موسوسا فيما يخص صحته , دائم الارتياد للعيادات الصحيه , ومدمن لاجراء الفحوصات الطبيه الدوريه , وكنت دوما امازحه بعد كل زياره لاحد المستوصفات الطبية , وانا الوح بنتائج الفحوصات السلبيه امام وجهه , الم يكن من الافضل ان تعطينى ما انفقته على هذه الفحوصات نتيجة لاوهامك , لم يكن عمر يكترث للماديات , فوظيفته جيده , وعائدها المادى يكفيه ويفيض , ولم تكن اسرته فى حاجه اليه ماديا , فوالده مستقر بهذه الدوله منذ عشرات السنين , ووضعه المادى ممتاز , اضافة الى علاقته براشد والتى كانت تدعمه ماديا بطرق كثيره , وان كانت غير مباشرة , وكنت اثورعفوا امامه عندما اتلقى محادثه هاتفيه من اسرتى , وتكون لهم مطالب ماديه , فكان ينظر لى باستغراب , ويقول لى ,,, ياريت لو كل المشاكل مادية , كان عمر رغم بساطته وتواضعه , لايميل الى معرفة الكثيرون , كانت علاقاته محدوده , وعلاقته باسرته جيده وملئيه بالمشاعر , وكانوا كافراد , يعبرون عن حبهم لبعض بصور كثيره تعجبنى . فكان دائم التواجد بالبيت , او بصحبة راشد , او معى , لم تكن له علاقات بالسودان , عدا بعض الصداقات الدراسيه القديمة , وعدد قليل يحبهم من الاقرباء بسنه , كان يعشق القاهره , ولايمكن ان يكتمل عام دون ان يذهب خلاله فى رحله اليها ,وقد اقنعنى ان التقى باسرتى فى القاهره عوضا عن النزول الى السودان بالاجازه , حتى انه عرض ان يكون ايجار الشقه على حسابه امعانا فى اغرائى بالقبول , ولم يكن الامر يحتاج , فقد كنت احب القاهره , ولكن ليس الى حد الهوس الذى يسكنه بهذه المدينه , كان يهوى ضجيجها , يرتاح للجلوس فى مقاهيها, ومراقبة الحشود البشريه من حوله , وابتسامته لاتفارقه وهو يتابع جدل بين طرفين , ولا احد من الاطراف يريد الاستسلام , كانت ضحكته تنطلق من الاعماق من (خناقة ستات ) فى الطريق او على احد الاتوبيسات , كان يحب النزول مبكرا للاسواق -وقد كرهت هذا منه - ومجادلة البائعين فى الاسعار . ويعود ضاحكا وهو يعلم تماما انه ( منصوب عليه ) , كان يقول لى احب فى هذه المدينه المتناقضات , احب فيها اننى اشبع بطنى حد الامتلاء بجنيه , واذا اردت ايضا يمكننى اشباعها بما يزيد عن راتب احد سكانها , كان يعجبه اسلوب التباين فى حياة القاهره , كان يقول لى ونحن نتجول , هذه المدينه تحادثك , تخبرك تاريخها , شوارعها , مبانيها , كل شىء فيها له حكاية , له جذور , المهم ان تصغى , كان يجد متعه فى زيارة اسواقها الشعبيه , او تلك الاسواق التى تقام يوم واحد فى الاسبوع , معه استمتعت حقا بالقاهره , واتعبنى ان اجاريه , لكنى رغبت ان لاتفوتنى لحظة من رفقته , لاننى بالقاهره التقيت بعمر اخر , فقد كان منطلقا , كاسرا لصمته , فاتحا صدره للبوح , مغيبا لتحفظه , بالقاهره حكى لى عمر كيف انه اكتشف مثليته , وكيف واجه الامر , وكيف عاش احساس الحب ,الذى قاده ليتقبل حقيقة انه مثلى .